أفي الجنة (كاتشب) ؟

الحمد لله، أما بعد:

فهذا سؤال تبادر إلى ذهن طفل عندما طفق والده يحدِّثه عن نعيم الجنة، ويبدو لي أن نعيم (الكاتشب) قد استقر في ذهنه- فترة من العمر- متقدماً على القصور والجنات والأنهار بمسافة، وعلى الصعيد العائلي فلقد سمعت طفلتي الصغرى تحدث طفلتي الكبرى -وعيونها البخارية تشبه الأهلَّة من فرط الحماس- أنها ستحظى في الجنة بملائكة (يدفُّوها في المراجيح)، والملحوظ في الوحيين أن الله عز وجل كثيراً ما يذكر فيهما الصور العظمى الأساسية من النعيم، والتي يشترك في التطلع إليها عامة البشر، ويذكر كذلك بعض النماذج لما ينتظر المؤمنين في جنته، ثم تجد السياق لا يخلو غالباً من آية تفتح للعبد المتفكر آفاقاً أوسع وأرحب ليسكب فيها كل ما ينتهي إليه فكره من رغباته وأمانيه، مثل قوله تعالى في سورة الزخرف بعد ذكر نعيم الجنة: ( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين) وغيرها من آيات عدة تصرح بهذا المعنى، وقد جاء مزيد تأكيد لهذا العموم في السنة النبوية- والتي تعد أول طرق التفسير للقرآن-،  فقد جاء في السنة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ “أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ – وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ – أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ . فَقَالَ لَهُ : أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ ؟ قَالَ : بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ . قَالَ : فَبَذَرَ فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ فَكَانَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ . فَيَقُولُ اللَّهُ : دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ . فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ : وَاللَّهِ لاَ تَجِدُهُ إِلاَّ قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” رواه البخاري، ولذلك قال ابن حجر: ” في هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها”، ومن ذلك ما جاء أيضا “أن رجلا أتى إلى النَّبيِّ ﷺ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أُحِبُّ الخَيلَ، ففي الجَنَّةِ خَيلٌ؟ قال: إنْ يُدخِلْكَ اللهُ الجَنَّةَ، فلا تَشاءُ أنْ تَركَبَ فَرَسًا من ياقوتةٍ حَمْراءَ تَطيرُ بك في أيِّ الجَنَّةِ شِئتَ، إلّا رَكِبتَ، وأتاهُ رَجُلٌ آخَرُ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أفي الجَنَّةِ إبِلٌ؟ قال: يا عبدَ اللهِ، إنْ يُدخِلْكَ اللهُ الجَنَّةَ كان لك فيها ما اشْتَهَتْ نَفْسُك، ولَذَّتْ عَيْنُكَ” رواه أحمد والترمذي، وبعد السنة النبوية نجد أيضا عددا من الآثار عن السلف في ذات المعنى، منها على سبيل المثال ما جاء عن أبي ظبية السلفي، قال: إن السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة، قال: فتقول: ما أُمْطِرُكُمْ؟ قال: فما يدعو داع من القوم بشيء إلا أمطرتهم، حتى إن القائل منهم ليقول: أمطرينا كواعب أترابا. أخرجه ابن أبي الدنيا في وصف الجنة، وروى نحوه ابن المبارك في الزهد وأبو نعيم في الحلية.

أعتقد أن التفكر في الجنة هو من أكثر مجالات التفكر المهجورة التي ينبغي استثمارها، فإنه بقدر التفكر في الجنة بقدر ما تُشحن طاقة المؤمن فينشط للقيام بالأعمال الصالحة ويقوى على البعد عن الأعمال المحرمة، وهذا من أسباب إعلاء القرآن لشأن التفكر في كثير من آياته، وما يزال المؤمن يتفكر في آيات الجنة وينمو في قلبه اليقين بها والشوق لها حتى ليكاد يراها بعينه من شدة اليقين وقوة الإيمان بما عند الله، وإني لأجزم أن كثيراً من الفتن التي نضيق بها ذرعاً ستتضاءل وتصغر في نفوسنا بقدر تضلعنا من ذكر الجنة والنار، لا ينبغي أن يشعر المؤمن بأنه عار متجرد من أي عدة أمام هذا الطوفان من الشهوات والمغريات، بل إن الله أعد له وجهَّزه بأدوات وتقنيات خارقة وعابرة لكل ما يمكن أن تصل إليه الفتن من حدود، وحيث قد تم الإشارة في تدوينة سابقة إلى نموذج من التفكر في النار(7 تفكرات في نار الهمزة)، فاليوم سأنتقل من الترهيب إلى الترغيب بإذن الله.

إن لكل منا (كاتشباً) سيبحث عنه في الجنة إن شاء الله، وشخصيا عندما أفكر في نعيم الجنة وما أشاؤه منها حالياً فإن عندي عدة رغبات يمكن أن أشارككم بها، وذلك بعد النعيم الأساسي المتمثل في رؤية الله عز وجل ونيل رضوانه واللقيا بالحبيب عليه السلام، وأظن أن وعي السادة القراء أرحب من أن أذكرهم بأن هذه الأمور هي نسبية للغاية، والحمد لله الذي لم يضع لنا قيدا فيما نبحث عنه من نعيم الجنة، (طبعا القائمة التالية غير موضوعة بالترتيب😉):

لقاء بعض من الشخصيات المهمة: في الجنة يجتمع المؤمنون ويتزاورون (على سرر متقابلين)، وإذا أدخلني الله الجنة فهناك قائمة من الأبطال الذين أود لقاءهم والجلوس معهم، منهم على سبيل المثال نبي الله يوسف عليه السلام!، أنا إنسان بصري، فعندي تطلع بالغ لرؤية هذا المظهر الكاسح الذي تقطَّعت به أصابع النساء لا شعوريا، كيف ستكون هذه الهيئة العظمى من الجمال التي تجسد فيها “شَطْرُ الجمال” كما جاء في الحديث!، وأما من الصحابة فأسد الله حمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه الذي لا زلت أتعجب من كيفية إسلامه وكيف ساقه اللطيف سبحانه للهداية، وأبو الدرداء رضي الله عنه رمز التفكر من بين الصحابة والذي كان يقضي عامة يومه في التفكر، يليهم أويس القرني رحمه الله، هذا التابعي العجيب الذي ورد في شأنه حديث نبوي بأنه خير التابعين، رغم أنه لم يشتهر بإمامة في العلم أو الإمارة أو الجهاد أو غير ذلك من المقاييس التي تربط العظمة بالإنتاجية المحسوسة والشهرة، أما المعاصرون فمنهم الشيخ الألباني رحمه الله، فلقد كانت سيرته الملهمة هي الشرارة الأولى التي قدحت في نفسي انطلاقتي الأولى لطلب العلم، أيضا هناك بعض الشخصيات غير البشرية التي أتحرق شوقا لرؤيتها، كالمَلَك الموكل بالقَطْر، فأنا أحب المطر كثيراً، ربما يكون لامعا ويقطر ماءًا، وملك الموت أيضا أريد لقاءه، لا شك أن شخصيته وهيئته رهيبة للغاية! ولا شك أن عنده من (السواليف) الممتعة ما يستهلك الوقت الكثير، على أن مفهوم الوقت في الجنة غير معلوم لنا بدقة.

السيد الوالد في صحة جيدة!: توفي والدي رحمه الله السنة الماضية، ولقد كان رجلا شرَّفه الله باختيار البلاء رفيقاً له ردحاً طويلاً من حياته، فلقد تتالت عليه جملة من الأمراض ولم أره في العشرين سنة الأخيرة من حياتي إلا مريضاً، كان كثير الآلام، طريح الفراش يقضي فيه معظم يومه، لا يتحرك إلا بعكازات، ولا يقطع مسافة طويلة إلا مدفوعا على الكرسي المتحرك، هذا الرجل العظيم المكافح- الذي أعده أول بطل في حياتي- أتحرق شوقا لرؤيته يركض إن شاء الله في الجنة، أريد أن أتسابق معه، أريد أن أراه يمشي ويقطع الجنان طولا وعرضا وهو في سن الشباب، ولا شك أن اللقيا بأحبتنا هي من أجلى صور النعيم الجنة، اللهم اجمعنا جميعا في مستقر رحمتك.

الدخول في الألعاب وعوالمها: حسنا ربما يبدو هذا النعيم غريبا لمعظم القرَّاء، لكن بصفتي شابا نشأ مع هذه الألعاب وشكَّلتْ جزءاً لا يتجزأ من شخصيتي، فلقد كنت ولا زلت أنتظر بحماس اليوم الذي أنغمس فيه مع جحافل الزومبي في عوالم ريزدنت إيفل، أو ألعب بدور جاسوس في حقبة الحرب الباردة، أو حتى أقوم بالتقافز بين المنصات في عوالم مملكة الفطر لماريو، إن التنقل بين العوالم والشخصيات لتبدو فكرة جذابة جدا ومليئة بالإثارة وهي على الورق المجرد، فكيف عندما يحولها لك الخالق الخلاق القدير سبحانه إلى واقع! (طبعا لا يخفى على فطنة القارئ أن هذه الألعاب في الواقع متنوعة جدا من حيث تضمنها لمخالفات شرعية أم لا، ومن حيث إمكانية لعبها بدون التلبس بمعصية أو لا، وذلك يعود إلى طريقة كل شخص في استعمالها).

فَنَاء المشاوير الدنيوية: لسبب ما أعدُّ المشاوير- مهما كان نوعها- تحتل أعلى القائمة عندي في مكدِّرات الدنيا ومنغصاتها، المشاوير بالنسبة لعبدالله بخاري هي صورة بدقة 4K للكَبَد الذي يعيشه ابن آدم في هذه الدنيا، هذه المشاوير الدنيوية سيتم القضاء عليها ومحوها من الوجود في جنات عدن ولله الحمد، أما التنقل في الجنة من نقطة إلى نقطة فلا شك أنه نعيم ما بعده نعيم، وإني لمشتاق إلى رؤية كيفيته.

اختفاء حالة الجهلاء المركَّبين: الجاهل المركّب أنواع، ومنه أن يكون الشخص لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري، بل يعتقد أنه يدري ويثق بذلك تمام الثقة، وهي حالة يسميها دوستويفكسي (وقاحة السذاجة)، بخلاف الجاهل البسيط الذي لا يدري فقط، إن الجهلاء المركبين هم مخلوقات تنتج يوميا خليطا شديد السُمِّية من الجدل والعبط والفوضى الفكرية تتجاوز في تلويثها لأجواء الكوكب كل ما تنتجه عوادم السيارات، فلو نطق ثقب الأوزون لنادى بإسكاتهم قبل التفكير في حل مشكلة عوادم السيارات والمصانع، وهذا عذاب يشاركني فيه معظم المتخصصين في أي علم من العلوم، ولكن باعتباري متخصصاً في العلم الشرعي، وباعتبار المواضيع الدينية- لأسباب عديدة- هي أكثر مجال يتفلسف فيه الناس بكل ثقة وصفاقة فإن هذه الفئة تكاد تسبب لي حموضة كبيرة في معدتي، ولا أخفيكم أني كنت أشعر بذهول عندما أرى بعضهم يتكلم بمجرد قراءته كتابا أو كتابين بكمية من الجزم والثقة لا يصل إليهما طلابُ العلم أنفسهم الذين صرفوا عِقداً من أعمارهم في استكمال الأساسيات من حفظ القرآن وأصول السنة ودراسة النحو والصرف والبلاغة وقواعد الفقه وأصوله ومصطلح الحديث وعلوم القرآن والعقيدة والمنطق وغير ذلك من التقنيات اللازمة لاستثمار النص الشرعي! لعلي أخصص لهذا الصنف تدوينة مستقلة، عموما كل هؤلاء وكلنا جميعا سنُطهَّر بإذن الله من كل آفاتنا التي لا يحبها الله لأن الجنة لا يدخلها إلا طيب، ( سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين).

طوفان نوح: ثمة بعض الأحداث التاريخية المهمة التي أود مشاهدتها، من أبرزها طوفان نوح، لا تسألوني كيف، فالكيف ليس من اختصاصي بل هو إلى ربي القدير القادر المقتدر، وإنما علي الطلب فقط، أريد رؤية هذا الحدث الجلل الذي أشعر بالانشداه كلما فكرت فيه فكيف بمعايشته! كيف التقى الماء على أمر قد قدر؟، وكيف غطت المياه أعالي الجبال؟، وكيف تفاعلت كائنات المياه عندما فوجئت بكائنات البرية حولها؟، وكيف امتثلت الأرض لأمر ربها (وقيل يا أرض ابلعي ماءك)؟، وكيف اجتمعت أصول السلالات الحيوانية مع البشر في سفينة نوح؟…إلخ، ثم هذا الذي أتى لسليمان عليه السلام بعرش بلقيس في جزء من الثانية!، كيف أتى به؟ إن صياغة الآية لتجبرك على الخرور على ركبتك من شدة بلاغتها! كيف تم نقل العرش فرآه سليمان (مستقرا عنده)!، إنك عندما تنقل أي جسم بسرعة فلا بد أن يولِّد هذا التحريك شيئا من الاهتزاز والحركة! فكيف تم نقل هذا الشيء العظيم الممتلئ بكل ما فيه من أبهة وحلي بهذه السرعة الفائقة ثم وجده ساكنا (مستقرا) عنده فكأنه قد نقله من زمن! هل تم إيقاف الزمن وقت النقل أم ماذا؟ وقريب من هذا أيضا معرفة الحقيقة في بعض المواضيع التي كثر حولها الجدل في دنيانا.

شفاء الصدر من بعض الطواغيت والمنافقين: حسنا لا تكتمل القائمة بدون ذكر هذا اللون من النعيم، ذلك أني إذا اطمأننت إلى وضعي في الجنة- بمحض فضل الله ورحمته- فأظن أني ماض إلى جحيم هؤلاء القوم بمجرد إلقاء أمتعتي في أقرب قصر!، ولا يأتينّي طوباوي أحمق ليستنكر علي هذه الأمنية، فهذا إما أن يكون شخصاً معتل النفس والإدراك وبالتالي فإنه لا يشعر بمرارة الظلم إذا وقع لوجود عطل في جهازه العصبي والإدراكي، أو أنه ضعيف الإيمان فلا يشعر بالغضبة لمحارم الله إذا انتُهكت، أو غير ذلك من العلل التي تخرجه عن البشرية الطبيعية، ولقد ذكر الله هذا النوع من النعيم لعباده المؤمنين في عدة مواضع، منها سورة المطففين على سبيل المثال حيث قال- بعد ذكر استهزاء الكافرين بالمؤمنين وسخريتهم بهم في الدنيا-: (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون* على الآرائك ينظرون* هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون)، ناهيك عن كون إنزال العقاب بهؤلاء هو في نفسه من صور عظمة الله عز وجل وعدله وحكمته، وقد تكلمت عن قضية إمهال هذا الصنف في الدنيا في التدوينة التالية: (رقية المظاليم).

هذه أبرز صور النعيم التي تشوقني حاليا للجنة، والتي قد أستحضر بعضها في لحظة من اللحظات فيهون علي احتمال شيء من كبد الدنيا، أو أنشط للقيام بطاعة من الطاعات، وما من شك أنها قد تتغير من مرحلة إلى مرحلة في حياتي، لأن ذاتي وعقلي في مرحلة تغير مستمر، لكن الجميل أننا موعودون يقيناً بأننا إذا دخلنا الجنة فإن لنا فيها ما نشاء بإذن الله، ومن طريف ما مر بي أن بعضهم رأى أحد السلف في المنام- واسمه الحسن بن أحمد العطار-، وهو في مدينة جدرانها كتب وحوله كتب لا تحد، وهو مشتغل بمطالعتها فقيل له ما هذا؟ قال: سألت الله أن يشغلني بما كنت أشتغل به في الدنيا فأعطاني. ذكره ابن كثير في البداية والنهاية.

ختاما: ما هو كاتشبكم الخاص؟ أسأل الله عز وجل لي ولكم أن يمحضنا فضله ورحمته فيدخلنا الفردوس الأعلى من الجنة، فهو أهل لذلك سبحانه، آمين.


4 آراء حول “أفي الجنة (كاتشب) ؟

  1. بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

    من نعيم الدنيا وكاتشبها الذي مر بي في زمن من الأزمان الجلوس معك والمذاكره سويا
    فبإذن الله نلتقي هناك على سرر متقابلين بفضل الله ورحمته

    Liked by 1 person

  2. تتمنى ابنتي ان يخلق الله لها اجنحة فتطير كالفراشات . سمعتها يوما تشرح لصديقتها الامريكية ان ماء زمزم هو ماء الامنيات و ان عليها ان تتمنى شيئا و تدعوا الله به صادقة ليتحقق، و اخبرتها انها دائما تطلب من الله ان يرزقها اجنحة وقت شربه. لكنها تعرف ان ذلك لن يتحقق في الدنيا لكن في الجنة.

    Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s