بشارة ودعاية واستعراض لكتابي الجديد!

بسم الله، مرحبا يا أصدقاء متفكر…

هذه التدوينة هي خليط من شيئين، هما: مشاركتُكم الفرحةَ بوليدي الجديد، والتعريفُ به والدعوة له لذوي الاهتمام بموضوعه.

لقد صدر أخيرا بحثي بعنوان: (الاجتماع ونبذ الفرقة) من نشر مركز التأصيل للدراسات والبحوث، وهو بحث لطيف الحجم، يقع في قرابة 170 صفحة، تم صياغته بأسلوب واضح ولغة ملائمة لغير المتخصصين (أو هكذا أرجو)، وهو مستل في أصله من بحث الماجستير، فهو بحث أكاديمي في أصله، وبالتالي يختلف في طريقته عن طريقتي ها هنا في التدوين.

تأتي أهمية البحث من أهمية القضية التي يتناولها، والتي تعد من أهمِّ مُحْكَمات شرعنا المعظَّم، هذه القضية كثيرا ماكانت محطَّ اهتمامي منذ حداثة عهدي بشريعتنا الجميلة، أتفكر فيها، وأعيد النظر مرة تلو المرة، قد حبّبها الله إليَّ منذ أمد بعيد، وقد اكتشفت أن التعجب من وضوحها في الشرع مقابل الإهمال الواضح لها من كثير من الخاصة فضلا عن العامة لم يكن تعجبا خاصا بي، بل قد استرعى انتباه بعض أهل العلم السابقين حتى وجدت بعضهم يقول: ( من أعجب العجاب، وأكبر الآيات الدالات على قدرة الملك الغلاب : ستة أصول، بينها الله تعالى بياناً واضحاً للعوام، فوق ما يظن الظانون ؛ ثم بعد هذا غلط فيها كثير من أذكياء العالم، وعقلاء بني آدم إلا أقل القليل …
الأصل الثاني : أَمَرَ الله بالإجتماع في الدين، ونهى عن التفرق فيه، فبيَّن الله هذا بيانا شافياً كافياً، تفهمه العوام ؛ ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا قبلنا فهلكوا ؛ وذكر أنه أمر المرسلين بالاجتماع في الدين، ونهاهم عن التفرق فيه ؛ ويزيده وضوحاً ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك ؛ ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه، هو العلم والفقه في الدين، وصار الأمر بالاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون!).

فإن قلت يا صديقي: وما الذي أتيت به في بحثك يا متفكر؟ فسأقول:

قد بحثت ها هناك في عدة قضايا، منها:

استعراض وتحليل لفظ الاجتماع والفرقة من حيث معناه اللغوي، ومن حيث معناه في النصوص الشرعية، وانتهيت إلى أنه لفظ متعدد المعنى كما رجح بعض أهل العلم كالخطابي رحمه الله (توفي سنة 388 ه)، فله معنى عقدي فكري، وله معنى اجتماعي، خلافا لما يفعله عدد من المعاصرين من حصر هذا المعنى الكلي- معنى الاجتماع والفرقة- بأحد معانيه، كما بينت ارتباط الاجتماع بالجماعة الأولى، جماعةِ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهي الجماعة التي حظيت بالثناء والتزكية الحصرية في جملة وافرة من الآيات والأحاديث، مثل قوله تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم)

ثم إني استعرضت بعد ذلك شيئا خَلَبَ لُبِّي جداً !؛ ألا وهو تفنُّنُ الشريعة والتنويع البالغ في أدلتها على هذا الأصل العظيم من الدين، فقد بلغت أدلته من الكثرة أنه أتيح لي تصنيف وتقسيم أنواع الأدلة (وليس أفرادها) إلى مجموعات، ففضلا عن النصوص الشرعية التي أَمَرتْ مباشرة بتحقيق الاجتماع ونبذ الفرقة مثل قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فهناك جملة كبيرة من الأوامر والنواهي الفقهية التي قصدت الشريعة بها ضمن ما قصدته تحقيق هذا الأصل العظيم وإن لم يتم التصريح فيها بذلك، مثل إباحة الكذب استثناءً من أجل حماية الاجتماع ونبذ الفرقة بين الناس، ومثل تشريع سهم المؤلفة قلوبهم، ومثل الأمر بتأمير أمير في السفر، وكالنهي عن الهجران فوق ثلاثة أيام لغير مصلحة، وعن التفريق بين الوالدة وولدها حتى في السبي!، وعن الاستماع إلى أصحاب الشبهات، إلى غير ذلك، وهناك نوع آخر من الأدلة؛ ألا وهو الأفعال والتروك النبوية التي قام بها قائدنا العظيم صلى الله عليه وسلم رامياً أيضا إلى تحقيق الاجتماع ونبذ الفرقة، مثل عقد رابطة الأخوة بين المهاجرين والأنصار، وتركه إتمام بناء الكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام، وثناءه على حفيده الحسن بما سيكون منه مستقبلا من جمع كلمة المسلمين، إلى بقية الأدلة التي لا تحصى، والتي تعطينا تعظيما وإيمانا باهرا بأهمية هذا الأصل: أصل الاجتماع ونبذ الفرقة.

بعد ذلك اتجهت لحقل بحثي آخر؛ ألا وهو: ما هي الوسائل والسياسات التي وضعتها الشريعة لأتباعها للوصول إلى هذه الغاية العظيمة؟ والتي كانت ولا زالت أمنية الأمنيات لكل قادة التجمعات البشرية وأفرادها.

فأحصيت قرابة ثلاثين وسيلة شرعية لتحقيق الاجتماع في الجانب الفكري والجانب الاجتماعي، فأما الجانب الفكري؛ فمثل توحيد المرجعية في الوحيين، وإيجاب رد المتشابه إلى المحكم، وقبول الخلاف السائغ وضبطه وتمييزه عن غير السائغ، إلى غير ذلك، وأما الجانب الاجتماعي في مستواه الأفقي؛ فمثل تشريع الجماعية في العبادات كصلاة الجماعة والجمعة، وفي الأنشطة البشرية الدنيوية كالاجتماع على الطعام، ومثل تشريع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأما مستواه العمودي؛ فمثل إيجاب الشريعة العدل والمساواة على الوالي، ونهيه عن الاحتجاب عن رعيته، ومثل أمر الرعية بالنصح للوالي الشرعي، والصبر على جوره وظلمه- إن ظلم-.

وأخيرا قمت بضرب بعض الأمثلة على المفرِّقين للأمة الإسلامية قديما وحديثا في هذا الباب.

ذلك كان عرضا موجزا لأبرز مباحث الكتاب، فمن أراده من أهل مكة؛ فليتوجه إلى مكتبة الأسدية في العزيزية يجده عندها بمبلغ 14 ريالا بإذن الله، وكذا عند غيرها من المكتبات، ومن أراد شراءه عن طريق النت فهذا رابط موقع مركز تأصيل، والذي يوفر خدمة المتجر الإلكتروني: https://taseelcenter.com/ كما أنه يمكن شراء الكتاب من الموقع ضمن حقيبة بحثية كاملة متخصصة في موضوع المحكمات الشرعية، ألا وهي: (النص الشرعي تعظيم وتسليم) للشيخ: إبراهيم بن محمد أول، و: (تبديل الدين) للأستاذ الدكتور: فخر الدين الزبير، و: (هيمنة الشريعة) للدكتور: علي الصالحي، و: (التحولات الفكرية) للدكتور: حسن الأسمري، حفظهم الله جميعا، وكتاب محبكم🌹.

أخيرا: لا أستغني عن أي ملحوظة على الكتاب، وإني لفي شوق لسماع انطباعاتكم وآرائكم عنه، لا سيما أنه كتابي الأول، ومن المتوقع جدا وجود عدد من الملحوظات لا سيما من طبقة مشايخي وأقراني من طلبة العلم، ثم من القراء النابهين المتفكرين أمثالكم، دمتم في رعاية الله.

رابط الانضمام لمدونة متفكر على التيليجرام: https://t.me/mutafakker


4 آراء حول “بشارة ودعاية واستعراض لكتابي الجديد!

  1. صباح البشائر السارّة بصدور اول كتاب لك يا متفكر 🥳🤍، موضوع جميل جدًا كثيرٌ منا لم يتفكر ويتأمل فيه، جعلنا الله وكل من قرأه شاهدين لك لا عليك، وفقك الله وإيانا 🤲🏻

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s