
بسم الله، مرحبا بالجميع، اشتقت إلى كتابة التدوينات لكم صراحةً، لكن هذه ليست تدوينة؛ بل هي جمع لما تمت كتابته في قناة متفكر من تدبرات يومية لسورة البقرة في مكان واحد، ليسهل جردها على من فات عليه شيء منها، ومن باب التعاون والتواصي على تدبر القرآن في شهر القرآن، وإذاً فهيا بنا…
(١)
المنافق يعيش حالة خداع للنفس، لكنه لا يشعر، (وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) يظن أنه قد خدع المؤمنين وأخذ مصالحه من كل الأطراف لكنه يهوي بنفسه إلى الدرك الأسفل من جهنم.
المنافق في حقيقة الأمر سفيه حقير منحط، لكنه لا يعلم، ويظن نفسه في قمة الذكاء والدهاء (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) وقد يكون هذا السفيه مُعظَّما بسبب ماله أو نفوذه أو فصاحته أو غير ذلك لكنه يبقى سفيها كما يبين القرآن!
عند قراءة مقدمة البقرة عن هذا الصنف لا تملك إلا الرثاء والشفقة والإزراء عليهم، نعوذ بك يارب من النفاق.
(٢)
(الذي جعل لكم الأرض فراشا) أي ممهدة ومذلّلة…
ماذا لو لم يجعل الارض ممهدة للسير؟
كيف كنا سننتقل من مكان إلى آخر!
ماذا لو لم يمهدها للحفر؟
كيف كنا سنبني بيوتنا!
ماذا لو لم يمهد تربتها للزراعة؟
كيف كنا سنأكل الفواكه والخضروات وهي أساس السلّم الغذائي!
وجاء ذكر هذه النعمة وغيرها في سياق الأمر بعبادته (اعبدوا ربكم… الذي جعل لكم الأرض مهادا…) فتنشط نفوسنا عند ذلك للإقبال على عبادته.
(٣)
(والله يرزق من يشاء بغير حساب)
ليس بينك وبين نيل أي رزق مهما كانت كثرته أو نوعه؛ إلا أن (يشاء) الله ذلك فقط!
سواء كانت ظروفك أو قدراتك أو أي أسباب أخرى تؤهلك لذلك أم لا، بمجرد أن يشاء؛ ستنال!
وعندما يرزقك؛ فإنه الوحيد الذي يفعل ذلك (بغير حساب)
نتيجة ما سبق

(فابتغوا عند الله الرزق)
اللهم ارزقنا وأنت (خير الرازقين).
(٤)
(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم… والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
هل أنتَ ممن تفكّر في هذا التأديب الإلهي فصار يكتفي بعلم الله بأوجه الخير الكامنة فيما يكرهه من الأقدار فيعيش راضيا؟ أم تكون من الذين لا يرضون إلّا إذا قُدِّم لهم كشف حساب بكل الخيرات والمنافع الخفية فعند ذلك قد يرضون عن قضاء ربهم!
اللهم ارزقنا العبودية الحقة لك.
(٥)
(سيقول السفهاء من الناس ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها)
وصف الله المعترضين على تغيير القبلة بالسفه، وكذلك كل من اعترض على أحكام الله؛ فهو سفيه، وإن تبوأ أعلى المناصب وتخرج من أفضل الجامعات!
وكيف يُعترض على المالك عندما يتصرف في ملكه عز وجل! فلذلك جاء التعقيب (قل لله المشرق والمغرب)
(٦)
(ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم)
هذا النص غاية في العجب! لأنه يدل على وقوع الحسد للإنسان على إيمانه،
وقد يقع على بعض هذا الإيمان كصلاته وعبادته، رغم أن غالب ما نسمع عنه من الحسد يكون على المال والغنى ونحوه…
استودعوا الله عباداتكم وحصّنوا أنفسكم.
(٧)
تخيّل أن يحاول شخص ضرب أحد أو قتله؛ فيقع الضرب والقتل عليه هو!
هذا ما يخوف به القرآن الزوجَ الذي يريد ظلم طليقته بإرجاعه إلى عصمته ثم تطليقها ثم إرجاعها… الخ
(ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه)!
وهو تهديد بليغ ومخيف إذا تأمل فيه الزوج! نعوذ بالله من الظلم للزوجات.
(٨)
(كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلّمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)
فالنبي لم يكتف بتلاوة الآي على أصحابه؛ بل علّمهم معاني الكتاب! وهؤلاء القرآنيون ومنكروا سنة الآحاد يريدون الاقتصار من نبينا على تلاوته للآيات فقط، دون تفسيره للقرآن الموجود في سنته، وكأنه مجرد ساعي بريد!
ثم هم يزعمون أن منهجهم هذا إنما هو تعظيم للقرآن! وما هو إلا مخالفة للقرآن كما تبيّن الآية.
(٩)
من عظمة عقد الزواج أن الله أمر بمراعاته حتى بعد الانفصال بين الطرفين، حيث قال الله في سياق حكم المهر إن حصل الطلاق قبل الدخول (ولا تنسوا الفضل بينكم)!
قارن هذا بما يحصل في الإعلام من تقبيح الزواج والسخرية من الحقوق الزوجية بين الطرفين!
(١٠)
العظماء في الإسلام لا يحملون هم صلاحهم فقط، بل يحملون هم صلاح ذريتهم..
عندما وعد الله إبراهيم بالإمامة قال (ومن ذريتي)
وعندما بنى الكعبة مع إسماعيل دعوا (ومن ذريتنا أمة مسلمة لك)
وعندما وافى يعقوب الأجل جمع بنيه ليتأكد من ثباتهم على التوحيد (إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي).
هذه كانت بعض تدبراتي، وماذا عنكم أيها المتفكرون؟ هل مرت بكم آية استوقفتكم؟
رابط الانضمام لمدونة متفكر على التيليجرام: https://t.me/mutafakker