الحمد لله، وصلى الله على رسول الله، مرحبا بالجميع، اليوم ليس عندي مقدمة للموضوع، بل مقارنات كانت تنطبخ في رأسي منذ زمن، ولسبب ما- لا أعرفه بالتحديد- أريد طرح هذه المقارنات الآن في هذه التدوينة، وإذاً فلندلف مباشرة!
- في شرعنا تتم ممارسة الجنس بموجب عقد، عقد زواج، هذا العقد يضمن حفظ حقوق الطفل الضعيف الذي قد ينشأ عن هذه الممارسة، حقه في النسب، وحقه في النفقة، وغير ذلك من الحقوق، أما عندهم فيمكن ممارسة الجنس بشكل بهيمي، ودون أي عقد، وبلا مبالاة بحقوق الكائن البشري المسكين الذي قد ينشأ عن هذه الممارسة، بل قد يمارسون الجنس ويقتلون الجنين الناتج عنه بلا أي مسؤولية، أو يتركونه لقيطا أمام المجتمع الذي يتحمل أعباء هذا الطفل لاحقا، فالممارسة عندنا في الإسلام للجنس تكون ممارسة مسؤولة وواعية، وهذا ما يليق بالإنسان الذي فضله الله على كل الخلائق الأخرى بهذا العقل!
- عندنا تتم ممارسة الجنس بموجب عقد، فإن هذا العقد يعطي حقوقا للمرأة مثل المهر، والنفقة، والمسكن، وغير ذلك من الحقوق، فلا تكون مجرد تفريغ عابر للشهوة تجد نفسها بعده متعة مفروغا منها في الليلة التالية، وإنما يجعل هناك التزامات طويلة الأمد على عاتق الزوج، بحيث إنه حتى لو طلقها فتبقى مدة ثلاثة أشهر مدة العدة ملتزما تجاهها بالنفقة والمسكن، أما عندهم فيمكن للرجل ممارسة الجنس وتفريغ شهوته بدون أي حقوق للطرف الآخر، العجيب أن بعضهم يسخر عندما تقول إن الإسلام كرّم المرأة.
- تعدّ الشروط التي يشترطها الطرفان في عقد الزواج أعلى الشروط قداسة وهيبة في كل شروط العقود التي قد تنشأ بين الناس، ولها حرمة في الشرع، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أحق الشروط أن توفوا به: ما استحللتم به الفروج)
- رغم أن الممارسة الجنسية من أوضح المتع التي يسعى لها البشر إلا أن شرعنا المطهر يحولها إلى عبادة يؤجرعليها المؤمن، حيث استسلم هذا المؤمن لشرع الله فلم يشبع غريزته إلا من الطريق الذي شرعه الله له، جاء في الحديث الشهير (وفي بضع أحدكم صدقة! قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم إذا وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)، أما عندهم فهي مجرد ممارسة غريزية، بل إن قساوستهم يتنزهون منها ويعتبرونها عائقا أمام الترقي الروحي وتدنّيا عن المراتب العليا.
- عندنا يشرع للمسلم عندما يبدأ الممارسة أن يسمي الله عز وجل طالبا بركته في هذه العلاقة وفيما قد ينشأ عنها (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان، وجنّب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا) فهي علاقة لها قيمتها وليست مجرد نشاط حيواني كأي كائن حي، أما عندهم، فلا أدري إن كانوا يسمّون، ولكن لا أظن!
- عندنا لا يحق للشريك الجنسي من زوج أو زوجة أن يخذل شريكه فيتخلف عن إشباعه جنسيا عند احتياجه، جاء في الحديث (إذا الرجلُ دعا زوجتَهُ لحاجَتِهِ فلْتَأْتِهِ ، وإِنْ كانَتْ على التَّنُّورِ)، وكذلك الحال مع إشباع الزوجة لقوله تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، وحديث: (ولأهلك عليك حقا)، وجاء في الحديث- وإن ضعفه بعض المحدثين- ( إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها)، ولذلك أفتى بعض الفقهاء بحرمة أن ينزع الزوج قبل إنزال الزوجة، أما عندهم فيعدّون اقتضاء الرجل لحقه في الإعفاف من زوجته التي تزوجته مختارة راضيه به؛ يعدّونه اغتصابا للزوجة، ويعتبرون التخلي عن إشباع حاجة الزوج أو الزوجة الجنسية حرية شخصية للزوج، وليذهب الزوج للجحيم، وليقع في الزنا.
- عندنا لا يجوز تسعير الغرائز وتهييج شهوات الآخرين، لأنه نوع من الإضرار بالآخرين، كأن تلبس المرأة العاري من الثياب وتتكلم بالرقيع من الكلام، فتدخل الضرر النفسي على العازب والمغترب والمتزوج وغيرهم ! أما عندهم فيحق للمرأة إغراء كل المجتمع واستفزاز هرموناتهم التي خلقها الله فيهم من باب حرية المرأة في جسدها دون رحمة أو مراعاة للآخرين! ثم إذا نظر إليها أحدهم نظرة اشتهاء عاقبه القانون بتهمة التحرش!
- عندنا يؤمر الزوج والزوجة بقصر النظر على شريكه الجنسي وعدم مد بصره إلى غيره (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)، وهذا له أثر بالغ في حفظ العلاقة الجنسية والاستمتاع بها، حيث إن أكبر ما يهددها هو إطلاق البصر في نساء الآخرين والنساء الظاهرات على الشاشات والقنوات الذي يؤدي لزهد الإنسان فيما عنده والتقليل من قيمته! وهذا الأمر مثبت في بعض الدراسات العلمية، أما عندهم فيعدون غض البصر تخلفا ورجعية.
- عندنا العلاقة الجنسية مع الطرف الآخر من زوج أو زوجة ليست مجرد علاقة جسدية محضة، بل هي أكبر من ذلك بكثير، ولذلك وصفها القرآن فقال: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)
- أخيرا: في تراثنا الشرعي كلام حافل عن أهل العلم رحمهم الله، في آداب وأحكام هذه العلاقة، دونكم مثال لها- ولا حياء في تعلم الدين-. قال الإمام ابن القيم: “ومما ينبغي تقديمه على الجماع ملاعبة المرأة وتقبيلها ومص لسانها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب أهله، ويقبلها. وروى أبو داود: “أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل عائشة ويمص لسانها” ويذكر عن جابر بن عبد الله قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المواقعة قبل المداعبة” قلت: وفي حديث جابر الآخر: (هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك).
- هذه بعض التفكرات في الموضوع، والمجال مفتوح لكم معاشر المتفكرين، وأرجو أن تكرموني بنشر الموضوع لندرة الكلام عنه.
- رابط الانضمام لمدونة متفكر على التيليجرام: https://t.me/mutafakker
اكتشاف المزيد من
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعلم يا متفكر أن المشكلة الأكبر جهل الذين “عندنا” بما عندنا، تقول لأحدهم عن حديث التسمية قبل الجماع، يتعججججب!!
لو نأخذ من وقتنا القليل القليل فقط ونقرأ في مواضيع كهذي من ديننا العظيم كان حالنا افضل..
إعجابLiked by 1 person
أتفق معك👍🏻
إعجابLiked by 1 person