حقائق مثيرة للاستمتاع بالعام الدراسي الجديد!

بسم الله، مرحبا بالجميع- لا سيما الطلاب-، يَعلم مَنْ دََرس عندي أنني أبتدئ الفصل الدراسي عادةً بمحاضرةٍ أذكّر نفسي وطلابي من خلالها بعدد من الحقائق التي أراها جديرة بالتذكّر في مثل هذه اللحظات، وقد حان الوقت لأشارككم بها هنا، فهيّا بنا:

الحقيقة الأولى: أرباحك وعوائدك من مشوارك الجامعي هي بحسب نياتك الصالحة! وهذا يعود إلى القاعدة الشرعية الذهبية، التي يعرفها معظم الناس لكنهم ينسونها: (إنما الأعمال بالنيات)، أي إنما: خروجُك إلى الجامعة، وقطعُك المسافات إليها، وانتظارُك أثناء ازحام الطرق، وصرفُك المال على الوقود، وقضاؤك الساعات في حضور المحاضرات، وإنفاقُك لأربع سنوات من زهرة عمرك في الدراسة، إنما يكون ثوابه عند الله، وبركته، وآثاره، بحسب نيتك، تخيل أن زميلك الذي بجوارك يتقاضى على اليوم الدراسي الواحد عشرة آلاف ريال ولا تتقاضى أنت ريالا واحدا رغم قدرتك على ذلك! إنه غبن كبير، لكنه يظهر في الآخرة (ذلك يوم التغابن).

وقد تقول لي: ماذا أنوي؟ فأقول لك: انو كل شيء يحبه الله ويرضاه مما يمكن الوصول إليه من وراء الدراسة، فمن ذلك على سبيل المثال:

1-نية البر بالوالدين، لأنه لا شيء أقرّ لعينهما من رؤية أولادهما ناجحين في حياتهم!، وهذه نية يغفل عنها كثير من الشباب، نية البر من خلال تحقيق النجاحات الدنيوية، والبر بالوالدين هو أحب الأعمال إلى الله بعد الصلاة، كما أجاب به الحبيب عليه السلام ابن مسعود عندما سأله.

2-نية النفقة على الزوجة، والأولاد، والوالدين، وقضاء حاجياتهم، وصونهم عن ذل الحاجة للغرباء، عندما تتوظف بعد تخرجك إن شاء الله، وقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلّا أُجرت بها، حتى ما تضع في في (أي فم) امرأتك)، ويا سلام على لمسة الحنان الاخيرة هذه!

3-نية إعفاف النفس عما حرم الله وقضاء حقها، عندما تتزوج، بعد نيلك الوظيفة، لأنك تعيش في زمن يجعل الوظيفة شرطا في الزواج! فكأن الدراسة صارت شرطا الآن لا بد من تحقيقه قبل الزواج.

4-نية نفع المجتمع، لا سيما المظلومين، والفقراء، وقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام: (خير الناس أنفعهم للناس)، ونية المساهمة في تطوير البلاد من خلال تخصصك، والدفع بها إلى مصاف الدول الأكثر تقدما.

5-نية طلب العلم النافع، لأنه عبادة في حد ذاته يؤجر الإنسان عليها، أي أن تعلم المعلومة النافعة عندنا قربة لله عز وجل.

بناء على ذلك قد تتفاجأ يوم القيامة عزيزي الطالب بجبال من الحسنات جنيتَها بسبب هذه النيات، وقد ترتفع درجات في جنان الله لا بسبب صلاتك وصيامك، وإنما بسبب النيات الصالحة التي فعّلتَها في قلبك من مزاولة هذه الأعمال الدنيوية التي يشترك في القيام بها المؤمن والكافر.

واعلم عزيزي الطالب أن النسبة المئوية في قلبك لاستحضار النيات الصالحة تزيد وتقل بحسب تعاهدك لها، فالموضوع ليس ضغطة زر، لكنك أكثر الناس ربحا إن أعطيتها من وقتك، لأن هذه النيات- فضلا عن جلبها الأجور الكبيرة لك- ستكون سببا كبيرا في تسهيل مشوارك الدراسي عليك، وتخفيف مشقته، بل واستمتاعك به في بعض الأحيان، وهل يمكن أن تقارن بين شاب يجرّ نفسَه جرّاً إلى الجامعة وهو يشعر بأنه مُكرَه عليها، وبين شاب يذهب إلى الجامعة مستحضراً أنه يسعى في كسب مال يصرف به على والديه عندما يكبران في السن وتعوزهما النفقة، فيجبر كسرَهما ويظلِّلهما من وعثاء هذه الحياة، ويدخل عليهما السعادة بهذا المال؟

حسنا، لقد أطلت في الحقيقة الأولى لأنها الأهم على الإطلاق، وأنتقل الآن إلى بقية الحقائق.

الحقيقة الثانية: إنها مرحلة لها مزاياها الخاصة! حسنا يا صديقي، أنت مضطر لخوض هذه المرحلة في كل الأحوال، فلم لا تفكر بمزاياها أيضا، وتحاول الاستمتاع بها على أية حال؟ لأنه ليس من العدل أن تكدح فيها وتجرِّب مشاقها دون الانتباه لمزاياها، فإن قلت لي: هات بعض مزاياها، فنقول على سبيل المثال:

1- العثور والاحتكاك بالخبراء والمتخصصين في مجالاتهم، حسنا، ليس كل الأساتذة الجامعيين رائعين🤷‍♀️، ولكن أرجو لك أنه لن ينقضي الفصل الدراسي بكامله إلا وقد تعرفت على واحد أو اثنين من الأساتذة الذين سيعجبونك في علمهم وخلقهم وتشعر بالامتنان في قدرتك على التواصل معهم والنهل من علمهم، وقد كتبت تدوينة سابقة بعنوان: الخطايا الخمس للأستاذ الجامعي، تضمنت بعض النصائح.

2-إقامة علاقات جديدة مع الزملاء، حيث ستجمعك الجامعة أيضا بنخبة من الزملاء الذين ستفخر في يوم من الأيام بأنك زاملت بعضهم، وربما تكون علاقتك ببعضهم سبباً في كثير من الفرص والمنافع لك بعد التخرج من الجامعة، والنافع الضار هو الله سبحانه، لكننا نتكلم عن الأسباب بطبيعة الحال، وتذكر هذه النقطة جيدا: بعض من أفضل الصداقات ستلتقطها في مرحلة البكالوريوس! وإنني حين أنظر لنفسي الآن؛ فإني أجد أن أهم الصداقات عند متفكر هي التي تكونت في مشواري الجامعي!

3-هذه آخر مرحلة تكون فيها السائل لا المسؤول، لأنه بعد تخرجك وتوظفك فستكون أنت المسؤول! وأنت الذي عليه أن يقدم الإجابات ويتخذ القرارات!، فاستمتع الآن، ومد رجليك، لأنك لم تتحمل هذا العب بعد مثلنا😢.

4-هناك عبق جميل ورائحة زكية في المرحلة الجامعية يصعب تفصيله بدقة، لكنك ستشعر به في بعض الأوقات، وستفتقده- حتما- في يوم من الأيام، بعد أن تمتدّ بك الحياة، وتنطوي هذه المرحلة لتصبحَ ذكرى جميلة تفكر بها لاحقا وتستعجب من سرعة انقضائها، فاستنشق عبيرها قدر المستطاع.

الحقيقة الثالثة: الأمر يتوقف كثيرا على التنظيم ومعرفة كيفية المذاكرة! هل سبق أن شاهدت المقاطع التي تعلمك كيفية توفير استهلاك الطاقة في الجوال؟ حسنا، يوجد نظير لهذا عندنا، اقتن بعض الكتب التي تعلمك كيفية المذاكرة، وكيفية ضبط المعلومة، وكيفية تنظيم الوقت، … إلخ، ومن أهمها كتاب: (كيف تحقق أهدافك الدراسية) لإمبراطور الأكاديميين: د. وافي عبدالله، وصدقني أن تطبيق تلك المهارات سيوفر عليك 50% من الجهد والوقت، وسيرفع من مستوى الإنتاجية وتحصيل الدرجات 50% بإذن الله، وستعرف أن الطلاب الذين ينالون الدرجات العالية ليسوا أفضل منك بالضرورة في القدرات العقلية أو حتى الوقت المصروف على المذاكرة، لكنهم تعلموا كيف يدرسون! وقد أشرت إلى بعض هذا في تدوينة: كيف تواجه كآبة الاختبارات.

أخيرا عزيزي القارئ، أتمنى عليك أن تنشر هذه التدوينة، لعلها تكون سببا في تسهيل حياة أحدهم أو جعله أكثر إيجابية مع الحياة.

رابط الانضمام لمدونة متفكر على التيليجرام: https://t.me/mutafakker


اكتشاف المزيد من

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


رأيان حول “حقائق مثيرة للاستمتاع بالعام الدراسي الجديد!

  1. مساء الخير يامتفكر ، أريد أن اضيف أيضًا ، اصنعوا ذكرياتٍ جميلة فهذه الأيام ستنقضي طال الزمان او قصُر وبعدما تنقضي ستفتقدونها حقًا ، لا تتوتروا في أيام الامتحانات افعلوا ما بوسعكم ولكن لا تجهدوا أنفسكم لدرجة الاعياء فهذا ما سيجعلكم تكرهون الجامعة 👁️👄👁️ ، لا تفوتوا الجمعات والنزهات 🫱🏻‍🫲🏽 ، نصيحة من خريجة لم تترك مكاننًا في الجامعة الا وذهبت إليه وصنعت لها ذكرى فيه مع زميلاتها ودكاترتها واساتذتها ولم تفوت جمعة او نزهة الا واستغلتها ومازالت تحتفل بتخرجها إلى الآن 😂🤍

    إعجاب

أضف تعليق