7 تفكرات في قصة الخطيئة الأولى

الحمد لله، في حين يشعر كل مسلم أن قصة آدم وإبليس قصة معروفة وواضحة للجميع، دعونا نتفكر بعض الشيء فيها لنختبر حقيقة هذا الشعور السائد:

أولاً: عارض إبليسُ أمرَ الله الشرعي بعقله (قال أنا خير منه)، وانتقد حكمَ الله بأنه من غير المنطقي أن يسجد الفاضل (عنصر النار) للمفضول (عنصر الطين)!

صورة مع التحية لكل من يجرؤ أن يعترض على ما ثبت من شرع الله وما فيه من حكم وأسرار بعقله البائس: بئس القدوة لك إبليس!

ثانياً: تسلَّل إبليسُ لآدم وزوجه من خلال إيهامهم بأن شيئا نهى الله عنه يمكن أن يحوي مصلحة راجحة لهما! (وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين)! فكان الخطأ الأول أصلا قبل السجود: توهّم أن الشيء المحرّم يحتوي على مصلحة راجحة!.

صورة مع التحية لكل من يظن أن شيئا مما حرمه الله علينا في كل جوانب الحياة يمكن أن تكون مصلحته راجحة لو ارتكبناه: لا تكرر خطيئة أبيك.

ثالثاً: نجم عن الخطيئة الأولى شؤم غريب جدير بالتفكر!، ألا وهو انكشاف العورات! (فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما)، وأخبر الحق سبحانه أن كشف العورات كان هدفاً لإبليس (ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما)، وعن الأثر العميق عليهما عند حصول ذلك حتى (طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) في دلالة ساطعة على الأثر البليغ على ذي الفطرة السوية حين تنكشف عورته!

صورة مع التحية لكل من تستحسن لبس ما يكشف العورات: عودي إلى فطرتك البشرية ولا تكوني من المنتكسين!

رابعاً: كان إبليس مؤمنا بالله كما هو واضح، حتى إنه دعا الله ليمهله، ومع ذلك فهو كافر ملعون!

صورة مع التحية لكل من يُخضِع مقاييس الكفر والإيمان لعاطفته واستحساناته العقلية بقطع النظر عن حدود الكفر والإيمان المرسومة في الشريعة: إنها ليست جنتك أو نارك، إنهما نار الله وجنته، وهو الذي يُحدِّد في وحيه الكافر من المؤمن.

خامساً: أخبر القرآن عن اندلاع صراع أبدي بين الذريتين لا تخمد ناره إلا بموت الإنسان (بعضكم لبعض عدو)، صورة مع التحية لكل غافل عن حرب الشياطين له وغير مستحضر لكونه طرفا في الحرب شاء أم أبى: هل تقبل أن يهجم عليك عدو طيلة هذه السنوات في خفاء وخبث وأنت سارح شارد! ألا قبّح الله الضعف.

سادساً: انتهت قصة آدم نهاية سعيدة لأنه تاب وذلّ لله (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)، وانتهت قصة إبليس نهاية غير سعيدة في حقه لأنه تكبر (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين)

صورة مع التحية لكل من يخوض في الذنوب ولا يكتفي بذلك حتى يضم إليه تأويلات وتبريرات لتساهله: اعترف بذنبك كأبيك، ولا تكابر كإبليس.

سابعاً: أخبر الله بأنا نعود إلى الأرض، وبأنا نُبعث من الأرض (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى)، صورة مع التحية لكل القلقين من نفاد الموارد وهواة قراءة الخيال العلمي-مثلي-: لن تضطر البشرية إلى مغادرة الكوكب بحثا عن كواكب أخرى للعيش!

ختاما: إن قصص القرآن ليست فقط عبارة عن أحداث لأقوام عاشوا ومضوا، إن فيها رسائل لنا نحن الأحياء أراد الله منا فقهها واستذكارها كلما قرأنا هذه القصص، وأنتم يا أصدقاء متفكر، ماذا يخطر لكم حين التأمل في قصة الخطيئة الأولى؟

رابط الانضمام لمدونة متفكر على التيليجرام: https://t.me/mutafakker


اكتشاف المزيد من

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


5 آراء حول “7 تفكرات في قصة الخطيئة الأولى

أضف تعليق