بسم الله، ذهبت للطائف بمفردي قبل أسبوعين لإلقاء دورة واستأجرت في أحد الفنادق فيها، ولأن الجو قد بدأ يبرد في هذه الفترة فقد اخترت إقفال المكيف والنوم في الليلة الأولى بدونه مع ترك فرجة في النافذة تبلغ قرابة الشبر ( حوالي 20 سم) والنافذة من النوع السحّاب الذي ينزلق على مساره المحدد…

هكذا نمت نومة رائقة ولله الحمد، لكني انتبهت بعد استيقاظي أن النافذة كانت مقفلة تماما في اليوم التالي وكان هذا غريبا بعض الشيء، استعرضت الاحتمالات المعتادة من مثل كون الهواء هو المسؤول عن ذلك رغم عدم شعوري بوجود تيارات في تلك الليلة…إلخ لكني لم أُعِرِ الموضوع كبير اهتمام وعدت أتجهز للدورة.

في اليوم الثاني وعند استعدادي للنوم فعلت شيئا مختلفا هذا المرة…

لقد فتحت النافذة حتى النهاية، أي أن الجانب المفتوح صار أكثر من متر تقريبا لأن النافذة عريضة، وبالتالي لن يستطيع الهواء إغلاقها هذه المرة، ونمت نومة هانئة في هذه الأجواء الحالمة، وبعد تلك الليلة الساكنة استيقظت في اليوم التالي لأجد النافذة مغلقة بالكامل…

الاحتمالات كالتالي:

1-جاءتني روح والدي- رحمه الله- من البرزخ وأغلَقَت النافذة لاشتداد برودة الجو آخر الليل، وأعتقد أن هناك أمورا أخرى في البرزخ أكثر أهمية مني.

2-جاء ملك من الملائكة وأغلق النافذة، لكني لا أعتقد في نفسي هذه الدرجة من الصلاح.

3-جاء جني صالح وأراد الإحسان إلي قياما بحقوق الأخوة بين المسلمين، جنهم وإنسهم، فله مني كل الشكر والتقدير.

4-جاء جني شرير، ولعدم قدرته على إيذائي بسبب قراءة الأذكار فلم يجد بُدّا على الأقل من ترك أثر له، كما يقول المثل الحجازي عندنا (ريحة أبو علي ولا عدمه)، وحسبه أنه قد بذل ما عليه من الأسباب 🤣 وهذه الاحتمالية الرابعة وجيهة، لأن لي مشاكل كثيرة مع القوم، ولعلي أقوم بقصّ بعضها في المدونة يوما ما وإن كان بعضها صعب التصديق.

5-أني قمت وأنا نائم فأغلقته بالكامل ثم عدت، لكني أستبعده لأن لي 37 سنة أمارس النوم وأعرف حدود تصرفاتي وقت النوم، ويعرفها أهلي.

على أية حال؛ كانت الدورة جميلة، والتجربة رائعة، وأحببت الفندق إجمالا، وأنتوي العودة إليه لأنه مريح جدا فيما عدا قصة النافذة.

رابط الانضمام لمدونة متفكر على التيليجرام: https://t.me/mutafakker